أعلن ناطق باسم حركة طالبان الخميس 12/1/2012  أن الحركة "تدين" شريط الفيديو الذي يظهر فيه أربعة عسكريين بزي المارينز يبولون على جثث عناصر من طالبان وتعتبره عملا "همجيا". كما دان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي شريط الفيديو معتبرا ما قام به الجنود الأمريكيون بـ" غير الإنساني". وعلى الصعيد نفسه ندد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بالتسجيل المصور في رسالة موجهة إلى وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا
ومن جهته أعلن سلاح مشاة البحرية الأمريكية أمس الأربعاء 11/1/2012 إجراء تحقيق شامل للشريط الفيديو الذي نشر على عدد من المواقع الإلكترونية و تظهر جنودا من المارينز يتبولون على جثث ثلاثة من مقاتلي حركة طالبان الأفغانية
وصرح ذبيح الله مجاهد الناطق باسم طالبان الذين يقاتلون منذ عشر سنوات حكومة كابول وحلفاءها في قوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة إنه "خلال السنوات العشر الأخيرة حصلت مئات العمليات المشابهة التي لم تكشف
أما البيان الصادر من الرئاسة الأفغانية ، فقال إن الحكومة الأفغانية تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا أميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة أفغان، واصفا العمل الذي قام به الجنود بـ"غير الإنساني والمدان بأقسى العبارات الممكنة". وطلب كرزاي من الحكومة الأميركية صراحة إجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال أقسى العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة.
وقال سلاح مشاة البحرية في بيان "في حين أننا لم نتحقق حتى الآن من أصل وصحة هذا التسجيل المصور، إلا أن تلك الأفعال المصورة لا تتفق مع قيمنا الأساسية، وليست دليلا على طابع مشاة البحرية"، مضيفا "سيتم إجراء تحقيق كامل في هذه المسألة
:تنديد إسلامي
وفي أول رد فعل على هذا الفيديو،  ندد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بالتسجيل المصور، وقال في رسالة إلى وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا "ندين تدنيس جثث القتلى فهو يعد انتهاكا لقوانين بلادنا العسكرية والقوانين الدولية التي تحظر مثل هذه الأفعال المثيرة للاشمئزاز وغير الأخلاقية". وأضاف "يجب معاقبة كل المذنبين بأقصى عقوبة يسمح بها القانون العسكري وأية قوانين أمريكية أخرى

وينشر هذا الفيديو بعد نحو شهر على بدء محاكمة عسكرية للجندي الأمريكي روبرت ستيفنس في 2 ديسمبر الماضي، بتهمة قتل مدنيين أفغان على سبيل "اللهو"، بالإضافة إلى انتهاكه قواعد عسكرية عدة
وقد تصل عقوبة السجن التي قد تنزل بستيفنز إلى 27 عاما في حال ثبوت الاتهامات الموجهة إليه، والتي حسب القانون الأمريكي، وفي حال ثبوت تهمة القتل عمدا، من المفترض أن يحكم على مرتكبها بالإعدام، لكن الجيش قرر ألا يطالب بهذه العقوبة
وفي سابقة مشابهة، أدانت محكمة عسكرية أمريكية في يوليو الماضي، جندياً أمريكياً بتهمة قتل مدني أفغاني في سبتمبر من العام الماضي عمداً، لتصل عقوبته إلى السجن مدى الحياة مع إمكانية إطلاق سراح مشروط
:طالبان تؤكد مواصلة الجهاد
على المستوى السياسي، وفيما يستعد السفير مارك غروسمان الممثل الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان وباكستان، لإجراء محادثات مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في كابول في مطلع الأسبوع، بهدف إبرام اتفاق مع طالبان، يسمح بفتح مكتب سياسي يمثل الحركة في دولة قطر، أعلنت حركة طالبان الأفغانية اليوم الخميس 12 يناير الجاري، مواصلة "الجهاد" مع إقرارها بزيادة "جهودها السياسية" من أجل وضع حد للنزاع الجاري في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. وقالت حركة طالبان في بيان عن "تكثيف جهودنا السياسية" لإحلال السلام في أفغانستان، محذرين من أن ذلك لا يعني "التخلي عن الجهاد" أو القبول "بإدارة كابول الدمية
وجاء في البيان الصادر بلغة الباشتو أن طالبان "تخوض بالتوافق مع مطالب الأمة، الجهاد منذ عقد ونصف العقد من أجل إقامة حكومة إسلامية"، وهي فترة تشمل السنوات الخمس التي كانت فيها الحركة في السلطة (1996-2001) قبل الاجتياح الغربي الذي أطاح بنظامها 
في نهاية 2001
وتابع البيان "في سبيل تحقيق هذا الهدف وإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، كثفت إمارة أفغانستان الإسلامية (طالبان) في الآونة الأخيرة جهودها السياسية للتوصل إلى تفاهم متبادل مع العالم" يؤدي إلى إحلال السلام في أفغانستان

أحدث أقدم